NevigatorBar

الجمعة، 13 يناير 2012

ميشيل أوباما: لست مجرد إمرأة سوداء كثيرة الغضب

ردت ميشال أوباما على كتاب جديد يصور السيدة الأولى كمتطفلة باردة في المكتب البيضاوي، وقالت انها قد تعبت من أن يتم توصيفها كـ " مجرد إمرأة سوداء كثيرة الغضب. ارى انه من الصعب تخيل وجود امرأة قوية في الوضع المتشابك السائد هنا".
هذا ما قالته ميشال أوباما للمذيع اللامع كنغ خلال برنامج سي بي اس "هذا الصباح" في مقابلة مسجلة في البيت الابيض.
وأضافت وهي تضرب بقبضتها في الهواء على سبيل التأكيد: ولكن تلك هي الصورة التي رسمها الناس لي منذ ان اعلن أوباما في مقابلة انني كأي إمرأة سوداء كثيرة الغضب.
وعندما سئلت السيدة الأولى عن كيفية تعاملها مع تلك الصورة قالت: أنا أحاول ان اكون نفسي، وآمل ان يعرفني الناس مع الزمن وان يحكموا علي من خلال شخصيتي فقط. 
وأضافت بعد قليل: ولكنك قد تعلم باني شديدة الاهتمام بزوجي، أنا اكبر حليفة له.
جاءت هذه الكلمات الصريحة ردا على كتاب نشرته هذا الاسبوع نيويورك تايمز لمراسلها في واشنطن  جودي كانتور. الكتاب يعتمد بالدرجة الأساس على مواضيع منشورة سابقا، تسبب الكتاب في ظهور آراء علنية تدور حول امكانية لوم  السيدة الأولى في احداث بعض الاختلافات بين رجال الادارة الامريكية بينما يستعد الرئيس أوباما لمواجهة حملة جمهورية شرسة في سعيه للبقاء في البيت الابيض لأربعة سنوات اخرى.
سبق لمثل هذه الأصداء المنتقدة ان نالت من زوجات رؤساء آخرين مثل اليانور روزفلت وروزالين كارتر وهيلاري رودام كلينتون وهي  تركز على تأثيرهن في قرارات أزواجهن الرؤساء.
الكتاب يشير الى ذلك من الصفحات الاولى حيث يورد مقابلة للزوجين مع كانتور عام ٢٠٠٩ ذكر فيها الرئيس أوباما ان موظفي إدارته يزدادون قلقل من ظن السيدة الاولى انهم  لا يعرفون كيف افكر. 
؛ كان البيت الابيض قد رعى حفلة هالوين باذخة نصبت فيها جدارية كبيرة تمثل أليس في أرض العجائب، حضرها الرئيس أوباما مع زوجته ارتدى فيها الممثل والموسيقار جوني ديب زي ماد هاتر، احدى شخصيات نفس الرواية ويعتقد ان لها- اي الحفلة - انطباعا غير مرضي للأمريكيين الذي يتعرضون لضربات الركود الاقتصادي المستمر منذ سنتين.

؛ كانت لدى ميشال أوباما هواجس حول كبير موظفي إدارة الرئيس رام ايمانيويل، واختلفت معه حول بعض القضايا المهمة مثل الهجرة وإصلاح النظام الصحي، بهذا الخصوص كتب كانتور: لا يوجد اي تواصل بين ميشيل اوباما ورام ايمانيويل وذلك ما تحدثت عنه صراحة مع زوجها،  في الواقع كانت لدى ميشيل أوباما شكوك اتجاه كبير الموظفين منذ تم اختياره وقد وجدت تركه لموقعه فضلا من نوع ما.

؛ كان هناك روبرت حبيس الناطق باسم البيت الابيض، روبرت لم يتمالك نفسه عندما اخبره كبير مستشاري الرئيس فاليري جاريت ان السيدة الاولى لم تكن مقتنعة بتعامل جيبس مع وسائل الاعلام وقالت لكارلا بروني قرينة الرئيس الفرنسي" ان العيش هنا - البيت الابيض- أشبه بجهنم"، كان تعليق روبرت "عليها اللعنة".

؛ ايميلاتها المستمرة الى موظفي إدارة حملة زوجها عام ٢٠٠٨  تحولت الى أشباح ليلية للرجال المنهكين وكانت تسألهم دائماً فيما اذا كانوا قد تعاملوا بشكل جيد مع القضايا المثارة التي لاحظتها خلال التمارين الصباحية وهي تتابع برنامج صباح جو الشهير على قناة ام اس ان بي سي.

؛ اشتد غضب ميشيل عندما بدا وان حملة زوجها قد فقدت زمام الأمور في  الانتخابات الأولية لولايتي أوهايو وتكساس لانها لم تتمكن من الاتصال بمستشاري الحملة الا فيما ندر. 

خلال مقابلتها التي بثت امس مع كنغ قالت السيدة الاولى انها لم تقرأ كتاب كانتور ولا تهتم كثيرا بالصورة التي رسمها لها فيه واستطردت " هناك الكثير من الكتب التي تحمل صورتي واسمي، لا ادري ما يجري هناك وقد أخذت عهدا على نفسي ان لا اقرأ انطباعات الآخرين عني" وعندما لاحظ كينغ ان القراء قد يعتقدون انها "حانقة" و "غير سعيدة" و "منهكة" بعد قراءة الكتاب فإن السيدة الاولى رمت جانبا فكرة عودتها الى شيكاغو وقالت: لقد أحببت هذا العمل، لقد كان شرفا وامتيازا منذ اليوم الأول والآن أواجه تحديات كوني اما وعلي ان أحافظ على استقامة اطفالي وهذا ما يشغلني الآن كثيرا وكما تعلم فانا وباراك قد تقدمنا معا، كان هناك مواقف هبوط وحالات صعود، عبرناها سوية".
وبشكل قاطع نفت السيدة الاولى بشكل قاطع ادعاءات النزاع مع ايمانيويل، ذلك السياسي المشهور بخطابه اللاذع  والذي ترك البيت الابيض عام ٢٠١٠ ليقود حملة ناجحة الى منصب حاكم شيكاغو، قالت السيدة أوباما "رام وزوجته آمي من اعز أصدقائنا، لم يحدث بيننا اي تلاسن ، انه رجل طيب، عادة لا توجد حوارات تفصيلية مع موظفي إدارة زوجي".
قالت أوباما " قبل صدور هذا الكتاب لم اسمع أبدا ان جيبس قال أية كلمة لعنة بحقي في حديث متشنج مع جاريت ولكنها أوضحت انها لا تبالي فعلا ان كان قد فعل، غيبس مستشار ثقة وهو صديق جيد وسيستمر كذلك وانا على يقين ان الناس مع الايام يرون انهم ربما سيقولون اشياء عن بعضهم البعض لا يتمنونها او فعلا قد قالوها".
 وأضافت" الناس عادة تقعون في زلات ويرتكبون  الاخطاء، يوميا في العوائل، في الكنائس في المدارس، بل في طول البلاد وعرضها يقول اشياء في بعض الاحيان وهم لا يعنون ما يقولون ولهذا فأنا لا أقرأ هذه الكتب" واستطردت تسأل " اقصد من، من بإمكانه ان يكتب ما أشعر به ؟ من؟ من هو الآخر الذي بإمكانه ان يخبرني كيف أشعر؟ ونفس الشئ بخصوص اي آخر".
ومع ذلك نبهت السيدة أوباما" هناك أناس وقعوا في إلتباس من أنا او من أكون؟ وأضافت ضاحكة" يوما ما سوف يرون حقيقة من أكون اذا كنت صادقة معهم، اذا جعلت نفسي جديرة بثقتهم ، وهذا كل ما سأفعله ، فسوف يكتشفون الحقيقة، ومع ذلك  يبقى هناك من سيخيب ظنه في وسيظل هناك من لا يريدني، هذه حقيقة لا يمكن لأي شخص ان يتفاداها".
عندما سألها كينغ " هل ذلك يزعجها" أجابت " كلا، كلا، كلا"
ثم ان السيدة الاولى لم ترى سببا للإعتذار عن الحديث مع زوجها عما تفكر فيه او ان الاخير قد استشهد بما قالته في لقاءاته مع موظفيه وأضافت" أنا واحدة من اكبر المؤمنين على أسراره فضلا ان محاط بعشرات من الرجال الفطنين، وان لست خبيرة في معظم المسائل التي تواجه إدارته يوميا ولهذا فانا أريده ان يتحدث مع من يمتلكون المعلومات وهو يرغب في ذلك وهذا لا يعني اننا لا نتناقش وندخل في حوارات، وهذا بالتأكيد لا يعني انه لا يعرف كيف افكر".
وإجابت  بالنفي عندما سألها كينغ  ان كانت ستتفاجأ اذا سمعت الرئيس او ورد في اجتماعاته ان زوجته ترى انهم قد فقدوا الدفة او انه كان عليهم ان يتعاملون بشكل مختلف مع بعض الامور وقالت انها تود ان تقضي اربع سنوات اخرى في البيت الابيض مع زوجها وبناتها بالرغم من كل السهام التي توجه لها وبالرغم من اثقال العيش هناك التي تحتاج الى رافعات خاصة.
" هناك الكثير من العمل الذي يجب ان ينفذ، هناك الكثير من المسائل الحيوية التي يجب ان تتقدم الى الامام، أنا اريد ان يبقى هذا الرئيس رئيسي لأطول فترة يستطيعها لأنني أثق فيه، بغض النظر عن كوني " ميشيل، زوجة الرئيس" فإني اريد هذا الرجل ان يبقى في المكتب البيضاوي، انه يقوم بعمل هائل"
هذا ما اختتمت به السيدة أوباما حديثها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نيويورك بوست ١٢ ك٢ ٢٠١٢/ ترجمة يقين .مدونتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق